قال موقع "المونيتور" الأمريكي، إن التقلبات التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية تتيح لمصر فرصة كبيرة لتوسيع وزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وأوضح الموقع، نقلا عن خبراء طاقة عالميين، أن مصر مؤهلة لأن تسهم في تأمين جزء من احتياجات الأسواق العالمية من الطاقة في ظل الظروف والتحديات الحالية، وذلك بالنظر إلى توسعها في اكتشافات الغاز الطبيعي وزيادة إنتاجه، ونمو الصادرات المصرية خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن أزمة الطاقة في أوروبا والنقص العالمي في إمدادات الغاز يعززان هدف مصر لأن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، متوقعاً أن تكون القاهرة على رأس قائمة المصدرين المحتملين للغاز الطبيعي المسال لأوروبا حتى عامي ٢٠٣٠- ٢٠٤٠.
وأشار الموقع إلى تصريحات وزير البترول طارق الملا، على هامش مؤتمر سيراويك الدولى للطاقة، الذي استضافته مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية واختتمت فعالياته الأسبوع الماضي، حيث أكد أن بلاده تهدف إلى زيادة صادراتها من الغاز للأسواق الأوروبية لتأمين جانب من الطلب في ظل الظروف والتحديات الحالية التي تواجه الأسواق العالمية، في ضوء ما تتميز به مصر من بنية أساسية متفردة في مجال التصدير وموقع جغرافي متميز، مما يمكنها من توفير جزء من احتياجات الغاز الطبيعي لأوروبا وآسيا.
وأضاف أن "الملا" عقد أيضا جلسة مباحثات مع كلاي نيف، رئيس شركة "شيفرون" العالمية للاستكشاف والإنتاج، وتم خلال اللقاء استعراض نشاط الشركة فى مصر من حيث الاستثمارات والتعاون المشترك بين الجانبين فى نقل الغاز من حقول شرق المتوسط لإعادة تصديره من خلال الاستفادة من البنية الأساسية التى تمتلكها مصر لإسالة الغاز الطبيعى، مشيرا إلى أن الشركة تدير بالفعل استثمارات في مصر تزيد قيمتها عن 360 مليون دولار.
وأشار الموقع إلى أهمية تأسيس مصر منتدى غاز شرق المتوسط، والذي تحول لاحقًا إلى هيئة حكومية دولية رسمية تهدف إلى إنشاء سوق إقليمية للغاز الطبيعي، من خلال تعزيز قدرات البلاد الإنتاجية والتصديرية، وترشيد التكلفة وتعزيز البنية التحتية وتقديم أسعار تنافسية، منوها إلى أن مصر تتوقع ارتفاع صادراتها من الغاز الطبيعي إلى 7.5 مليون طن بنهاية يونيو المقبل، حيث تسعى القاهرة لأن تصبح مركزًا إقليميًا لتجارة الطاقة، مؤكدا أن أزمة الطاقة الحالية في أوروبا والنقص العالمي في إمدادات الغاز الطبيعي يعززان تحقيق هذا الهدف بشدة.
وأضاف أنه "يتزايد إنتاج مصر من الغاز بشكل مطرد منذ ديسمبر 2017، مع بدء تشغيل حقل ظهر للغاز، وهو أكبر اكتشاف للغاز على الإطلاق في البحر الأبيض المتوسط، ويحتوي على ما يقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، بالإضافة إلى اكتشافات أخرى دخلت المنطقة. وفي ذلك الوقت، كانت مصر قد أعلنت أنها ستحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي بنهاية عام 2018".
وتابع: "تمتلك مصر 75.5 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز المؤكدة حتى نهاية عام 2020، وفقًا لتقرير صادر عن شركة بريتش بتروليوم ومقرها لندن، حيث وصلت الطاقة الإنتاجية من الغاز الطبيعي إلى 58.5 مليار متر مكعب سنويًا في عام 2020، ما يضع مصر في المرتبة 14 في العالم في احتياطات الغاز، كما أنها تهدف إلى زيادة صادراتها إلى أوروبا من خلال محطتي تسييل الغاز الطبيعي في إدكو ودمياط على الساحل الشمالي، بطاقة إنتاجية تصديرية تبلغ 1.6 مليار قدم مكعب في اليوم".
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق